الاحتفال بعيد الأم :-
الاحتفال بعيد الأم من الأمور
المحدثة التي لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه رضي الله
عنهم، وهو كذلك من التشبه بالكفار الذين أُمِرْنا بمخالفتهم، ولهذا لا
يجوز الاحتفال به، ولا تطاع الأم في ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ )
رواه البخاري (7257) ومسلم (1840) .
وليستمر
في برها والإحسان إليها ، وإقناعها بأن هذا الاحتفال من البدع المحدثة ،
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( وشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ،
وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ) رواه مسلم (867) والنسائي (1578) وزاد : (
وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ) .
ثم إن الأم لها حق الاحترام والإكرام ، والبر والصلة ، طول العام ، فما معنى تخصيص إكرامها بيوم معين ؟!
ثم
إن هذه البدعة لم تأت إلينا إلا من المجتمعات التي انتشر فيها العقوق ،
ولم تجد فيه الأمهات والآباء من ملجأ غير دور الرعاية ، حيث البعد
والقطيعة والألم ، فظنوا أن إكرامها في يومٍ يمحو إثمَ عقوقِها في بقية
السنة !
أما
نحن أمة الإسلام فقد أُمرنا بالبر والصلة ، ونهينا عن العقوق ، وأُعطيت
الأم في ديننا ما لم تعطه في شريعة قط ، حتى كان حقها مقدما على حق الأب ،
كما روى البخاري (5514) ومسلم (4621) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ أَحَقُّ
النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي ؟ قَالَ : أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟
قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ .
قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أَبُوكَ .
ولا
ينقطع بِرُّ الأم حتى بعد وفاتها ، فهي مُكَرَّمَةٌ حال الحياة ، وحال
الممات ، وذلك بالصلاة عليها والاستغفار لها ، وإنفاذ وصيتها ، وإكرام
أهلها وأصدقائها .
فلنتمسك بهذا الدين العظيم ، ولنلتزم آدابه وأحكامه ، ففيه الهدى ، والكفاية ، والرحمة .
قال الشيخ علي محفوظ رحمه الله مبينا ما في هذا الاحتفال من مشابهة الكفار :
"
وبيانا لخطورة الاحتفال بغير الأعياد الإسلامية : قد أخبر النبي صلى الله
عليه وسلم أن أقواما أو فئاما من أمته سيتبعون أهل الكتاب في بعض شعائرهم
وعاداتهم ، كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال : (لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ،
شِبْرًا شِبْرًا ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ
ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ . قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، الْيَهُودُ
وَالنَّصَارَى ؟ قَالَ : فَمَنْ ؟! ) أخرجه البخاري ومسلم . . . . فحبُّ
التقليد ، وإن كان موجوداً في النفوس ، إلا أنه ممقوت شرعا إذا كان
المقلَّد يخالفنا في اعتقاده وفكره ، خاصة فيما يكون التقليد فيه
عَقَدِيّاً أو تعبُّديا أو يكون شعارا أو عادة ، ولما ضعف المسلمون في هذا
الزمان ؛ ازدادت تبعيتهم لأعدائهم ، وراجت كثير من المظاهر الغربية سواء
كانت أنماطا استهلاكية أو تصرفات سلوكية . ومن هذه المظاهر الاهتمام بعيد
الأم" انتهى.
وسئل الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله عن الاحتفال بعيد الأم فأجاب قائلا :
"
إن كل الأعياد التي تخالف الأعياد الشرعية كلها أعياد بدع حادثة ، لم تكن
معروفة في عهد السلف الصالح ، وربما يكون منشؤها من غير المسلمين أيضا ،
فيكون فيها مع البدعة مشابهة أعداء الله سبحانه وتعالى ، والأعياد الشرعية
معروفة عند أهل الإسلام ؛ وهي عيد الفطر ، وعيد الأضحى ، وعيد الأسبوع "
يوم الجمعة " ، وليس في الإسلام أعياد سوى هذه الأعياد الثلاثة ، وكل
أعياد أحدثت سوى ذلك فإنها مردودة على محدثيها ، وباطلة في شريعة الله
سبحانه وتعالى لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ أَحْدَثَ فِي
أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ ) . أي مردود عليه ، غير
مقبول عند الله . وفي لفظ : (مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ
أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ) .
وإذا
تبين ذلك فإنه لا يجوز في العيد الذي ذكر في السؤال والمسمى عيد الأم ، لا
يجوز فيه إحداث شيء من شعائر العيد ؛ كإظهار الفرح والسرور وتقديم الهدايا
وما أشبه ذلك .
والواجب
على المسلم أن يعتز بدينه ويفتخر به وأن يقتصر على ما حده الله تعالى
ورسوله صلى الله عليه وسلم في هذا الدين القيم الذي ارتضاه الله تعالى
لعباده فلا يزيد فيه ولا ينقص منه ، والذي ينبغي للمسلم أيضا ألا يكون
إمَّعَةً يتبع كلَّ ناعق ، بل ينبغي أن يكون شخصيته بمقتضى شريعة الله
تعالى ، حتى يكون متبوعا لا تابعا ، وحتى يكون أسوة لا متأسيا ، لأن شريعة
الله - والحمد لله - كاملة من جميع الوجوه كما قال الله تعالى : (
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي
وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً ) المائدة/3 .
والأم
أحق من أن يحتفى بها يوما واحدا في السنة ، بل الأم لها الحق على أولادها
أن يرعوها ، وأن يعتنوا بها ، وأن يقوموا بطاعتها في غير معصية الله عز
وجل في كل زمان ومكان " . انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين"
(2/301) .
حكم تهنئة الكفار بأعيادهم:-
تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره
من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق ، كما نقل ذلك ابن القيم - يرحمه الله -
في كتاب ( أحكام أهل الذمة ) حيث قال : " وأما التهنئة بشعائر الكفر
المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول: عيد
مبارك عليك ، أو تهْنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو
من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند
الله ، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس ، وارتكاب الفرج
الحرام ونحوه ، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما
فعل ، فمن هنّأ عبداً بمعصية أو بدعة ، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه
." انتهى كلامه - يرحمه الله - .
وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم
الدينية حراماً وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأن فيها إقراراً لما
هم عليه من شعائر الكفر، ورضى به لهم ، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر
لنفسه ، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنّئ بها غيره ،
لأن الله تعالى لا يرضى بذلك كما قال الله تعالى : { إن تكفروا فإن الله
غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم } وقال تعالى : {
اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً } ،
وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا .
وإذا هنؤنا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم
على ذلك لأنها ليست بأعياد لنا ، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى ،
لأنها إما مبتدعة في دينهم وإما مشروعة لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث
الله به محمداً إلى جميع الخلق ، وقال فيه : { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً
فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } . وإجابة المسلم دعوتهم بهذه
المناسبة حرام ، لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها
.
وكذلك يحرم على المسلمين التشبه
بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى
، أو أطباق الطعام ،أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك لقول النبي صلى الله عليه
وسلم : { من تشبّه بقوم فهو منهم } . قال شيخ الإسلام ابن تيميه في كتابه
: ( اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ) : " مشابهتهم في بعض
أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل ، وربما أطمعهم ذلك في
انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء " . انتهي كلامه يرحمه الله .
ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم سواء
فعله مجاملة أو توددا أو حياء أو لغير ذلك من الأسباب لأنه من المداهنة في
دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم .
والله المسئول أن يعز المسلمين بدينهم ، ويرزقهم الثبات عليه ، وينصرهم على أعدائهم ، إنه قوي عزيز
حكم مشاركة الكفار في أعيادهم :-
لا يجوز مشاركة الكفار في أعيادهم للأمور التالية :
أولاً : لأنه من التشبه و " من تشبه بقوم فهو منهم . " رواه أبو داود (
وهذا تهديد خطير ) ، قال عبد الله بن العاص من بنى بأرض المشركين وصنع
نيروزهم ومهرجاناتهم وتشبه بهم حتى يموت خسر في يوم القيامة .
ثانياً : أن المشاركة نوع من مودتهم و محبتهم قال تعالى : ( لا تتخذوا
اليهود و النصارى أولياء … ) الآية ، وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا
لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من
الحق … ) الآية .
ثالثاً : إن العيد قضية دينية عقدية وليست عادات دنيوية كما دل عليه حديث
: " لكل قوم عيد و هذا عيدنا " و عيدهم يدل على عقيدة ****ة شركية كفرية .
رابعاً : ( و الذين لا يشهدون الزور …) الآية فسرها العلماء بأعياد
المشركين ، و لا يجوز إهداء أحدهم بطاقات الأعياد أو بيعها عليهم و جميع
لوازم أعيادهم من الأنوار و الأشجار و المأكولات لا الديك الرومي ولا غيره
و لا الحلويات التي على هيئة العكاز أو غيرها .
قال ابن القيم رحمه الله : ولا
يجوز للمسلمين حضور أعياد المشركين باتفاق أهل العلم الذين هم أهله . وقد
صرح به الفقهاء من أتباع المذاهب الأربعة في كتبهم . . . وروى البيهقي
بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : (لا تدخلوا على
المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم) . وقال عمر أيضاً :
(اجتنبوا أعداء الله في أعيادهم) . وروى البيهقي بإسناد جيد عن عبد الله
بن عمرو أنه قال : (من مَرَّ ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه
بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة) اهـ أحكام أهل الذمة 1
/723-724 .
يجوز الأكل من الأطعمة التي أعدها الكفار لأعيادهم :-
لا يجوز للمسلم أن يأكل مما
يصنعه اليهود أو النصارى أو المشركون من الأطعمة لأعيادهم ، ولا يجوز
أيضاً للمسلم أن يقبل منهم هدية من أجل عيدهم ، لما في ذلك من تكريمهم
والتعاون معهم في إظهار شعائرهم وترويج بدعهم ومشاركتهم السرور أيام
أعيادهم ، وقد يجرّ ذلك إلى اتخاذ أعيادهم أعياداً لنا ، أو إلى تبادل
الدعوات إلى تناول الأطعمة أو الهدايا في أعيادنا وأعيادهم في الأقل ،
وهذا من الفتن والابتداع في الدين ، وقد ثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : ( من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ) كما
لا يجوز أن يهدى إليهم شيء من أجل عيدهم .
إقامة حفلات توديع للكفار:-
إقامة حفل لتوديع الكفار فيه نوع إكرام وتعظيم لهم ، وهم ليسوا أهلاً للإكرام وقد كفروا بالله تعالى وسبوه وتجرأوا عليه .
روى
الإِمَامُ أَحْمَد بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : قُلْت
لِعُمَرِ : إنَّ لِي كَاتِبًا نَصْرَانِيًّا قَالَ : ما لَك قَاتَلَك
اللَّهُ ! أَمَا سَمِعْت اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : ( يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ
بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ) المائدة /51 . أَلا اتَّخَذْت
حَنِيفِيًّا (يعني : مسلماً) قَالَ : قُلْت : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
لِي كِتَابَتُهُ وَلَهُ دِينُهُ . قَالَ : لا أُكْرِمُهُمْ إذْ
أَهَانَهُمْ اللَّهُ ، وَلا أُعِزُّهُمْ إذْ أَذَلَّهُمْ اللَّهُ ، وَلا
أُدْنِيهِمْ إذْ أَقْصَاهُمْ اللَّهُ .
انظر "مجموع الفتاوى" (25/327) .
وقال عمر بن الخطاب أيضاً في خصوص النصارى : أهينوهم ولا تظلموهم ، فقد سبوا الله مسبة ما سبه إياها أحد من البشر .
وسئل
فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : عن حكم إقامة حفل توديع للكافر عند
انتهاء عمله ؟ وحكم تعزية الكافر ؟ وحكم حضور أعياد الكفار ؟
فأجاب بقوله : "هذا السؤال تضمن مسائل :
الأولى
: إقامة حفل توديع لهؤلاء الكفار0 لا شك أنه من باب الإكرام أو إظهار
الأسف على فراقهم ، وكل هذا حرام في حق المسلم قال النبي صلى لله عليه
وسلم : ( لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتموهم في طريق
فاضطروهم إلى أضيقه ) . والإنسان المؤمن حقاً لا يمكن أن يكرم أحداً من
أعداء الله تعالى والكفار أعداء الله بنص القرآن قال الله تعالى : ( مَنْ
كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ
فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ) البقرة/98 .
المسألة
الثانية : تعزية الكافر إذا مات له من يعزى به من قريب أو صديق . وفي هذا
خلاف بين العلماء فمن العلماء من قال : إن تعزيتهم حرام ، ومنهم من قال :
إنها جائزة . ومنهم من فصل في ذلك فقال : إن كان في ذلك مصلحة كرجاء
إسلامهم ، وكف شرهم الذي لا يمكن إلا بتعزيتهم ، فهو جائز وإلا كان حراماً
.
والراجح أنه إن كان يفهم من تعزيتهم إعزازهم وإكرامهم كانت حراماً وإلا فينظر في المصلحة .
المسألة
الثالثة : حضور أعيادهم ومشاركتهم أفراحهم ، فإن كانت أعياداً دينية كعيد
الميلاد فحضورها حرام بلا ريب ، قال ابن القيم رحمه الله : لا يجوز الحضور
معهم باتفاق أهل العلم الذين هم أهله ، وقد صرح به الفقهاء من أتباع
الأئمة الأربعة في كتبهم. والله الموفق" اهـ .
مجموع فتاوى ابن عثيمين (2/303) .
الاحتفال بعيد الأم من الأمور
المحدثة التي لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه رضي الله
عنهم، وهو كذلك من التشبه بالكفار الذين أُمِرْنا بمخالفتهم، ولهذا لا
يجوز الاحتفال به، ولا تطاع الأم في ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ )
رواه البخاري (7257) ومسلم (1840) .
وليستمر
في برها والإحسان إليها ، وإقناعها بأن هذا الاحتفال من البدع المحدثة ،
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( وشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ،
وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ) رواه مسلم (867) والنسائي (1578) وزاد : (
وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ ) .
ثم إن الأم لها حق الاحترام والإكرام ، والبر والصلة ، طول العام ، فما معنى تخصيص إكرامها بيوم معين ؟!
ثم
إن هذه البدعة لم تأت إلينا إلا من المجتمعات التي انتشر فيها العقوق ،
ولم تجد فيه الأمهات والآباء من ملجأ غير دور الرعاية ، حيث البعد
والقطيعة والألم ، فظنوا أن إكرامها في يومٍ يمحو إثمَ عقوقِها في بقية
السنة !
أما
نحن أمة الإسلام فقد أُمرنا بالبر والصلة ، ونهينا عن العقوق ، وأُعطيت
الأم في ديننا ما لم تعطه في شريعة قط ، حتى كان حقها مقدما على حق الأب ،
كما روى البخاري (5514) ومسلم (4621) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ أَحَقُّ
النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي ؟ قَالَ : أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟
قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ .
قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أَبُوكَ .
ولا
ينقطع بِرُّ الأم حتى بعد وفاتها ، فهي مُكَرَّمَةٌ حال الحياة ، وحال
الممات ، وذلك بالصلاة عليها والاستغفار لها ، وإنفاذ وصيتها ، وإكرام
أهلها وأصدقائها .
فلنتمسك بهذا الدين العظيم ، ولنلتزم آدابه وأحكامه ، ففيه الهدى ، والكفاية ، والرحمة .
قال الشيخ علي محفوظ رحمه الله مبينا ما في هذا الاحتفال من مشابهة الكفار :
"
وبيانا لخطورة الاحتفال بغير الأعياد الإسلامية : قد أخبر النبي صلى الله
عليه وسلم أن أقواما أو فئاما من أمته سيتبعون أهل الكتاب في بعض شعائرهم
وعاداتهم ، كما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال : (لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ،
شِبْرًا شِبْرًا ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ
ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ . قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، الْيَهُودُ
وَالنَّصَارَى ؟ قَالَ : فَمَنْ ؟! ) أخرجه البخاري ومسلم . . . . فحبُّ
التقليد ، وإن كان موجوداً في النفوس ، إلا أنه ممقوت شرعا إذا كان
المقلَّد يخالفنا في اعتقاده وفكره ، خاصة فيما يكون التقليد فيه
عَقَدِيّاً أو تعبُّديا أو يكون شعارا أو عادة ، ولما ضعف المسلمون في هذا
الزمان ؛ ازدادت تبعيتهم لأعدائهم ، وراجت كثير من المظاهر الغربية سواء
كانت أنماطا استهلاكية أو تصرفات سلوكية . ومن هذه المظاهر الاهتمام بعيد
الأم" انتهى.
وسئل الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله عن الاحتفال بعيد الأم فأجاب قائلا :
"
إن كل الأعياد التي تخالف الأعياد الشرعية كلها أعياد بدع حادثة ، لم تكن
معروفة في عهد السلف الصالح ، وربما يكون منشؤها من غير المسلمين أيضا ،
فيكون فيها مع البدعة مشابهة أعداء الله سبحانه وتعالى ، والأعياد الشرعية
معروفة عند أهل الإسلام ؛ وهي عيد الفطر ، وعيد الأضحى ، وعيد الأسبوع "
يوم الجمعة " ، وليس في الإسلام أعياد سوى هذه الأعياد الثلاثة ، وكل
أعياد أحدثت سوى ذلك فإنها مردودة على محدثيها ، وباطلة في شريعة الله
سبحانه وتعالى لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ أَحْدَثَ فِي
أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ ) . أي مردود عليه ، غير
مقبول عند الله . وفي لفظ : (مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ
أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ) .
وإذا
تبين ذلك فإنه لا يجوز في العيد الذي ذكر في السؤال والمسمى عيد الأم ، لا
يجوز فيه إحداث شيء من شعائر العيد ؛ كإظهار الفرح والسرور وتقديم الهدايا
وما أشبه ذلك .
والواجب
على المسلم أن يعتز بدينه ويفتخر به وأن يقتصر على ما حده الله تعالى
ورسوله صلى الله عليه وسلم في هذا الدين القيم الذي ارتضاه الله تعالى
لعباده فلا يزيد فيه ولا ينقص منه ، والذي ينبغي للمسلم أيضا ألا يكون
إمَّعَةً يتبع كلَّ ناعق ، بل ينبغي أن يكون شخصيته بمقتضى شريعة الله
تعالى ، حتى يكون متبوعا لا تابعا ، وحتى يكون أسوة لا متأسيا ، لأن شريعة
الله - والحمد لله - كاملة من جميع الوجوه كما قال الله تعالى : (
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي
وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً ) المائدة/3 .
والأم
أحق من أن يحتفى بها يوما واحدا في السنة ، بل الأم لها الحق على أولادها
أن يرعوها ، وأن يعتنوا بها ، وأن يقوموا بطاعتها في غير معصية الله عز
وجل في كل زمان ومكان " . انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين"
(2/301) .
حكم تهنئة الكفار بأعيادهم:-
تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره
من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق ، كما نقل ذلك ابن القيم - يرحمه الله -
في كتاب ( أحكام أهل الذمة ) حيث قال : " وأما التهنئة بشعائر الكفر
المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول: عيد
مبارك عليك ، أو تهْنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو
من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند
الله ، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس ، وارتكاب الفرج
الحرام ونحوه ، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما
فعل ، فمن هنّأ عبداً بمعصية أو بدعة ، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه
." انتهى كلامه - يرحمه الله - .
وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم
الدينية حراماً وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأن فيها إقراراً لما
هم عليه من شعائر الكفر، ورضى به لهم ، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر
لنفسه ، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنّئ بها غيره ،
لأن الله تعالى لا يرضى بذلك كما قال الله تعالى : { إن تكفروا فإن الله
غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم } وقال تعالى : {
اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً } ،
وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا .
وإذا هنؤنا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم
على ذلك لأنها ليست بأعياد لنا ، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى ،
لأنها إما مبتدعة في دينهم وإما مشروعة لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث
الله به محمداً إلى جميع الخلق ، وقال فيه : { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً
فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } . وإجابة المسلم دعوتهم بهذه
المناسبة حرام ، لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها
.
وكذلك يحرم على المسلمين التشبه
بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى
، أو أطباق الطعام ،أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك لقول النبي صلى الله عليه
وسلم : { من تشبّه بقوم فهو منهم } . قال شيخ الإسلام ابن تيميه في كتابه
: ( اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ) : " مشابهتهم في بعض
أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل ، وربما أطمعهم ذلك في
انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء " . انتهي كلامه يرحمه الله .
ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم سواء
فعله مجاملة أو توددا أو حياء أو لغير ذلك من الأسباب لأنه من المداهنة في
دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم .
والله المسئول أن يعز المسلمين بدينهم ، ويرزقهم الثبات عليه ، وينصرهم على أعدائهم ، إنه قوي عزيز
حكم مشاركة الكفار في أعيادهم :-
لا يجوز مشاركة الكفار في أعيادهم للأمور التالية :
أولاً : لأنه من التشبه و " من تشبه بقوم فهو منهم . " رواه أبو داود (
وهذا تهديد خطير ) ، قال عبد الله بن العاص من بنى بأرض المشركين وصنع
نيروزهم ومهرجاناتهم وتشبه بهم حتى يموت خسر في يوم القيامة .
ثانياً : أن المشاركة نوع من مودتهم و محبتهم قال تعالى : ( لا تتخذوا
اليهود و النصارى أولياء … ) الآية ، وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا
لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من
الحق … ) الآية .
ثالثاً : إن العيد قضية دينية عقدية وليست عادات دنيوية كما دل عليه حديث
: " لكل قوم عيد و هذا عيدنا " و عيدهم يدل على عقيدة ****ة شركية كفرية .
رابعاً : ( و الذين لا يشهدون الزور …) الآية فسرها العلماء بأعياد
المشركين ، و لا يجوز إهداء أحدهم بطاقات الأعياد أو بيعها عليهم و جميع
لوازم أعيادهم من الأنوار و الأشجار و المأكولات لا الديك الرومي ولا غيره
و لا الحلويات التي على هيئة العكاز أو غيرها .
قال ابن القيم رحمه الله : ولا
يجوز للمسلمين حضور أعياد المشركين باتفاق أهل العلم الذين هم أهله . وقد
صرح به الفقهاء من أتباع المذاهب الأربعة في كتبهم . . . وروى البيهقي
بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : (لا تدخلوا على
المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم) . وقال عمر أيضاً :
(اجتنبوا أعداء الله في أعيادهم) . وروى البيهقي بإسناد جيد عن عبد الله
بن عمرو أنه قال : (من مَرَّ ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه
بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة) اهـ أحكام أهل الذمة 1
/723-724 .
يجوز الأكل من الأطعمة التي أعدها الكفار لأعيادهم :-
لا يجوز للمسلم أن يأكل مما
يصنعه اليهود أو النصارى أو المشركون من الأطعمة لأعيادهم ، ولا يجوز
أيضاً للمسلم أن يقبل منهم هدية من أجل عيدهم ، لما في ذلك من تكريمهم
والتعاون معهم في إظهار شعائرهم وترويج بدعهم ومشاركتهم السرور أيام
أعيادهم ، وقد يجرّ ذلك إلى اتخاذ أعيادهم أعياداً لنا ، أو إلى تبادل
الدعوات إلى تناول الأطعمة أو الهدايا في أعيادنا وأعيادهم في الأقل ،
وهذا من الفتن والابتداع في الدين ، وقد ثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : ( من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ) كما
لا يجوز أن يهدى إليهم شيء من أجل عيدهم .
إقامة حفلات توديع للكفار:-
إقامة حفل لتوديع الكفار فيه نوع إكرام وتعظيم لهم ، وهم ليسوا أهلاً للإكرام وقد كفروا بالله تعالى وسبوه وتجرأوا عليه .
روى
الإِمَامُ أَحْمَد بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ : قُلْت
لِعُمَرِ : إنَّ لِي كَاتِبًا نَصْرَانِيًّا قَالَ : ما لَك قَاتَلَك
اللَّهُ ! أَمَا سَمِعْت اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : ( يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ
بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ) المائدة /51 . أَلا اتَّخَذْت
حَنِيفِيًّا (يعني : مسلماً) قَالَ : قُلْت : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
لِي كِتَابَتُهُ وَلَهُ دِينُهُ . قَالَ : لا أُكْرِمُهُمْ إذْ
أَهَانَهُمْ اللَّهُ ، وَلا أُعِزُّهُمْ إذْ أَذَلَّهُمْ اللَّهُ ، وَلا
أُدْنِيهِمْ إذْ أَقْصَاهُمْ اللَّهُ .
انظر "مجموع الفتاوى" (25/327) .
وقال عمر بن الخطاب أيضاً في خصوص النصارى : أهينوهم ولا تظلموهم ، فقد سبوا الله مسبة ما سبه إياها أحد من البشر .
وسئل
فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : عن حكم إقامة حفل توديع للكافر عند
انتهاء عمله ؟ وحكم تعزية الكافر ؟ وحكم حضور أعياد الكفار ؟
فأجاب بقوله : "هذا السؤال تضمن مسائل :
الأولى
: إقامة حفل توديع لهؤلاء الكفار0 لا شك أنه من باب الإكرام أو إظهار
الأسف على فراقهم ، وكل هذا حرام في حق المسلم قال النبي صلى لله عليه
وسلم : ( لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتموهم في طريق
فاضطروهم إلى أضيقه ) . والإنسان المؤمن حقاً لا يمكن أن يكرم أحداً من
أعداء الله تعالى والكفار أعداء الله بنص القرآن قال الله تعالى : ( مَنْ
كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ
فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ ) البقرة/98 .
المسألة
الثانية : تعزية الكافر إذا مات له من يعزى به من قريب أو صديق . وفي هذا
خلاف بين العلماء فمن العلماء من قال : إن تعزيتهم حرام ، ومنهم من قال :
إنها جائزة . ومنهم من فصل في ذلك فقال : إن كان في ذلك مصلحة كرجاء
إسلامهم ، وكف شرهم الذي لا يمكن إلا بتعزيتهم ، فهو جائز وإلا كان حراماً
.
والراجح أنه إن كان يفهم من تعزيتهم إعزازهم وإكرامهم كانت حراماً وإلا فينظر في المصلحة .
المسألة
الثالثة : حضور أعيادهم ومشاركتهم أفراحهم ، فإن كانت أعياداً دينية كعيد
الميلاد فحضورها حرام بلا ريب ، قال ابن القيم رحمه الله : لا يجوز الحضور
معهم باتفاق أهل العلم الذين هم أهله ، وقد صرح به الفقهاء من أتباع
الأئمة الأربعة في كتبهم. والله الموفق" اهـ .
مجموع فتاوى ابن عثيمين (2/303) .