السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
// رشيد أيوب //
رشيد أيوب (1288 - 1360 ه = 1871 - 1941 م) شاعر لبناني،
اشتهر في (المهجر) الاميركي. ولد في بسكنتا ورحل سنة 1889 م، إلى باريس،
فأقام ثلاث سنوات. وانتقل إلى مانشستر فأقام نحو ذلك، وهو يتعاطى ت
صدير البضائع. وعاد إلى قريته، فمكث أشهرا. وهاجر إلى نيويورك،
فكان من شعراء المهجر المجلين. واستمر إلى أن توفي.
ودفن في بروكلن.
كان ينعت بالشاعر الشاكي، لكثرة ما في نظمه من شكوى عنت الدهر
له (الأيوبيات - ط) من نظمه، نشره سنة 1916، و (أغاني الدرويش - ط)
نشره سنة 1928 و (هي الدنيا - ط) سنة 1939
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من أشعاره :
عاد ربيعُ الأرض فاستَيقظت
وزَحزَحت عن مُقلَتَيها الحجاب
ظَنّت بأنّي قلتُ يا مهجتي
قُومي فقد عاد زمانُ الشباب
لم أدرِ إذ أوصَدتُ بابَ المُنى
أنّ لنفسي ألف بابٍ بابٍ وباب
فالبُلبلُ الصّدّاحُ في روضهِ
تُسكتُه هوجُ الرّياح الغضاب
والنجمةُ الغرّاءُ في أفقها
يحجبها عن العُيونِ الضّباب
إن لم يكن صدرُ الفتى عامراً
بالصّبر ظلّ العيش رهن الخراب
والمرء في الدنيا بشتى المنى
يحيا ولو كانت كلمعِ السراب
لولا بقايا ذكرياتٍ رسَت
في القلبِ لم يقوَ عليها العذاب
ما اغرَورَقت عيني على فائتِ
قد مرّ من عمري مُرورَ الشهاب
يا دمعَةً جالت لذكرِ الصِّبَا
في مُقلةٍ قد جعّدتها السنون
خافت عليها العينُ من لائمٍ
فغَيّبَتها في زوايا الجفون
ويا فُؤاداً خافقاً بالجوَى
خفتُ عَلَيهِ يعتريهِ السّكون
ذا علّةٍ أمسى ولكنّهُ
يبدو صَحِيحاً كي يُضلّ الظنون
هيّا بنَا نمشي إِلى رَوضَةٍ
بعيدةٍ كي لا ترانا العيون
حيثُ أغاني الحبّ في زهوهِ
قد ردّدتها الطيرُ فوق الغصون
حيثُ رواياتُ الصِّبا قد بدَت
في مسرح الأحلام تنفي الشجون
حيثُ معاني الله في خلقهِ
حيثُ جمالُ الكونِ حيثُ الفنون
هذا مجالٌ واسعٌ للمنى
وكلُّ شيءٍ بالأماني يهون
دوزَنتُ قيثاري على نَغمَةٍ
تحبّها نفسي لبُعد القرار
ورحتُ أطوي روضةً روضةً
وأنشد الأشعارَ طولَ النّهار
كأنّني قد سرتُ في جنّةٍ
لوِ استطاع القلبُ فيها لطار
تجدو بيَ الأحلامُ في عالمٍ
قاصٍ عن الدنيَا بعِيدِ المَزار
فلا جليسٌ غير زهر الرّبى
ولا أنيسٌ غير صوت الهزار
حتى إذا لاحت نجومُ الدّجى
تذكّرَ الأصحابُ نائي الديار
وَهَبَّ مِن أحلامِهِ ناسياً
ما مرّ بالذكرى وأرخى السّتار
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ألا أينَ كأسي أترعوها فأشربُ
فما لي وللأيّامِ تأتي وتذهبُ
دعوني أوَفِّ العَيشَ باللهوِ حَقَّهُ
وأسرقُ لذّاتِ الحياةِ وأنهبُ
وأُنشِدُ أشعاري وفي القلبِ بهجَةٌ
وفي شربِ كاس الراح للروح مطلبُ
فكم ردّدت نفسي لشاعرِ كندةٍ
إذا بتّ في ليلِ الأسى أتقلّبُ
ألا ليتَ شعري هل أقولُ قصيدةً
فلا أشتَكي فيها ولا أتعتّبُ
فقلتُ لها مهلاً عتابكِ طيّبٌ
ولكن على الأيّامِ صبركِ أطيَبُ
وقلتُ هي الدنيا تدورُ تسلبُ
وعاداتها تعطي ومن ثَمَّ تسلبُ
كفَى أنّني أنفقتُ عمري ولم أزل
لدى مجلسِ الأصحابِ الهو وأُطربُ
ولي خَلَواتٌ قد عشقتُ بها الدّجى
ولولا الدّجى مالاحَ في الافق كوكبُ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ماذا تقولُ فرَاشَتي
إن رَفرَفت عند الصّباح
ورَأت مَحاسنَ روضَتي
أودت بها هوجُ الرّياح
فتناثرَت أزهارهَا
منها وفرّ هزارُهَا
ماذا تقول إذا أتت
مَن لم أجد عنها براح
ورَأت كمنجّيَ الّتي
من كثر شوقي والنواح
قد فجّرَتها نارُهَا
فَتَقطّعَت أوتارُهَا
يا ليتَ شعري ما تقو
لُ إذا أتت ذات الوشاح
ودَرَت بأنّ روايتي
في مسرح الغيد الملاح
قد أُسبِلَت أستارُها
وقد انتَهَت أدوارُها
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
في موقفِ الحبّ بينَ الخرّدِ الغيدِ
حمّلتُ قلبي غراماً فوق مجهودي
لولا قليلُ حراكٍ في تملمُلِهِ
لخِلتُهُ قطعةً من صمّ جلمودِ
ما زلتُ ألهيهِ عمّا قد ألمّ بهِ
وأنثَني فوقَهُ حتى التوى جيدي
حتى إذا ما عصاني حين ذكّرني
عندَ التّصابي شباباً غير موجودِ
جشّمتهُ الكأس يعلو وجهها لهَبٌ
فَوَلّدتهُ جديداً أيّ تَولِيدِ
وصحتُ من طرَبٍ لو كان أيسرهُ
يبقى لَعشتُ بِلا همٍّ وتَسهِيدِ
يا ساقيَ الراحِ صرفاً إن هيَ اتّقَدَت
وشَعشَعَت هاتها من غَيرِ تَبريدِ
هذي ابنَةُ الكرمِ قد شاخت فلو نَطقت
لحَدّثت عن فتىً في الكرمِ مولودِ
إن كان غيري حساها وهيَ في قَدَحٍ
حَسَوتها وهيَ في حَبّ العناقِيدِ
يا ضارب العُودِ والألحان ينقلها
عن دقّةِ القلب ردّد دقّةَ العودِ
ذكّرتَني بأناشيد شغفتُ بها
أيامَ كانَ الهوَى يُملي أناشيدي
مِن أينَ لليلِ مثلي باتَ يسهرهُ
ومَن يردِّدُ صوتَ الحبِّ ترديدي
سَلوا البَلابلَ عنّي في خمائِلها
كم قَلّدَت في الهوى نوحي وتغريدي
أنا الّذي قد طَوى بِيدَ الغرامِ ولم
يبرح إذا ذُكِرَت يهفو إِلى البِيدِ
والمرءُ يدرجُ في الدّنيَا وغايتهُ
عمرٌ يزُولُ وآثارٌ لتخليدِ
// رشيد أيوب //
رشيد أيوب (1288 - 1360 ه = 1871 - 1941 م) شاعر لبناني،
اشتهر في (المهجر) الاميركي. ولد في بسكنتا ورحل سنة 1889 م، إلى باريس،
فأقام ثلاث سنوات. وانتقل إلى مانشستر فأقام نحو ذلك، وهو يتعاطى ت
صدير البضائع. وعاد إلى قريته، فمكث أشهرا. وهاجر إلى نيويورك،
فكان من شعراء المهجر المجلين. واستمر إلى أن توفي.
ودفن في بروكلن.
كان ينعت بالشاعر الشاكي، لكثرة ما في نظمه من شكوى عنت الدهر
له (الأيوبيات - ط) من نظمه، نشره سنة 1916، و (أغاني الدرويش - ط)
نشره سنة 1928 و (هي الدنيا - ط) سنة 1939
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من أشعاره :
عاد ربيعُ الأرض فاستَيقظت
وزَحزَحت عن مُقلَتَيها الحجاب
ظَنّت بأنّي قلتُ يا مهجتي
قُومي فقد عاد زمانُ الشباب
لم أدرِ إذ أوصَدتُ بابَ المُنى
أنّ لنفسي ألف بابٍ بابٍ وباب
فالبُلبلُ الصّدّاحُ في روضهِ
تُسكتُه هوجُ الرّياح الغضاب
والنجمةُ الغرّاءُ في أفقها
يحجبها عن العُيونِ الضّباب
إن لم يكن صدرُ الفتى عامراً
بالصّبر ظلّ العيش رهن الخراب
والمرء في الدنيا بشتى المنى
يحيا ولو كانت كلمعِ السراب
لولا بقايا ذكرياتٍ رسَت
في القلبِ لم يقوَ عليها العذاب
ما اغرَورَقت عيني على فائتِ
قد مرّ من عمري مُرورَ الشهاب
يا دمعَةً جالت لذكرِ الصِّبَا
في مُقلةٍ قد جعّدتها السنون
خافت عليها العينُ من لائمٍ
فغَيّبَتها في زوايا الجفون
ويا فُؤاداً خافقاً بالجوَى
خفتُ عَلَيهِ يعتريهِ السّكون
ذا علّةٍ أمسى ولكنّهُ
يبدو صَحِيحاً كي يُضلّ الظنون
هيّا بنَا نمشي إِلى رَوضَةٍ
بعيدةٍ كي لا ترانا العيون
حيثُ أغاني الحبّ في زهوهِ
قد ردّدتها الطيرُ فوق الغصون
حيثُ رواياتُ الصِّبا قد بدَت
في مسرح الأحلام تنفي الشجون
حيثُ معاني الله في خلقهِ
حيثُ جمالُ الكونِ حيثُ الفنون
هذا مجالٌ واسعٌ للمنى
وكلُّ شيءٍ بالأماني يهون
دوزَنتُ قيثاري على نَغمَةٍ
تحبّها نفسي لبُعد القرار
ورحتُ أطوي روضةً روضةً
وأنشد الأشعارَ طولَ النّهار
كأنّني قد سرتُ في جنّةٍ
لوِ استطاع القلبُ فيها لطار
تجدو بيَ الأحلامُ في عالمٍ
قاصٍ عن الدنيَا بعِيدِ المَزار
فلا جليسٌ غير زهر الرّبى
ولا أنيسٌ غير صوت الهزار
حتى إذا لاحت نجومُ الدّجى
تذكّرَ الأصحابُ نائي الديار
وَهَبَّ مِن أحلامِهِ ناسياً
ما مرّ بالذكرى وأرخى السّتار
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ألا أينَ كأسي أترعوها فأشربُ
فما لي وللأيّامِ تأتي وتذهبُ
دعوني أوَفِّ العَيشَ باللهوِ حَقَّهُ
وأسرقُ لذّاتِ الحياةِ وأنهبُ
وأُنشِدُ أشعاري وفي القلبِ بهجَةٌ
وفي شربِ كاس الراح للروح مطلبُ
فكم ردّدت نفسي لشاعرِ كندةٍ
إذا بتّ في ليلِ الأسى أتقلّبُ
ألا ليتَ شعري هل أقولُ قصيدةً
فلا أشتَكي فيها ولا أتعتّبُ
فقلتُ لها مهلاً عتابكِ طيّبٌ
ولكن على الأيّامِ صبركِ أطيَبُ
وقلتُ هي الدنيا تدورُ تسلبُ
وعاداتها تعطي ومن ثَمَّ تسلبُ
كفَى أنّني أنفقتُ عمري ولم أزل
لدى مجلسِ الأصحابِ الهو وأُطربُ
ولي خَلَواتٌ قد عشقتُ بها الدّجى
ولولا الدّجى مالاحَ في الافق كوكبُ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ماذا تقولُ فرَاشَتي
إن رَفرَفت عند الصّباح
ورَأت مَحاسنَ روضَتي
أودت بها هوجُ الرّياح
فتناثرَت أزهارهَا
منها وفرّ هزارُهَا
ماذا تقول إذا أتت
مَن لم أجد عنها براح
ورَأت كمنجّيَ الّتي
من كثر شوقي والنواح
قد فجّرَتها نارُهَا
فَتَقطّعَت أوتارُهَا
يا ليتَ شعري ما تقو
لُ إذا أتت ذات الوشاح
ودَرَت بأنّ روايتي
في مسرح الغيد الملاح
قد أُسبِلَت أستارُها
وقد انتَهَت أدوارُها
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
في موقفِ الحبّ بينَ الخرّدِ الغيدِ
حمّلتُ قلبي غراماً فوق مجهودي
لولا قليلُ حراكٍ في تملمُلِهِ
لخِلتُهُ قطعةً من صمّ جلمودِ
ما زلتُ ألهيهِ عمّا قد ألمّ بهِ
وأنثَني فوقَهُ حتى التوى جيدي
حتى إذا ما عصاني حين ذكّرني
عندَ التّصابي شباباً غير موجودِ
جشّمتهُ الكأس يعلو وجهها لهَبٌ
فَوَلّدتهُ جديداً أيّ تَولِيدِ
وصحتُ من طرَبٍ لو كان أيسرهُ
يبقى لَعشتُ بِلا همٍّ وتَسهِيدِ
يا ساقيَ الراحِ صرفاً إن هيَ اتّقَدَت
وشَعشَعَت هاتها من غَيرِ تَبريدِ
هذي ابنَةُ الكرمِ قد شاخت فلو نَطقت
لحَدّثت عن فتىً في الكرمِ مولودِ
إن كان غيري حساها وهيَ في قَدَحٍ
حَسَوتها وهيَ في حَبّ العناقِيدِ
يا ضارب العُودِ والألحان ينقلها
عن دقّةِ القلب ردّد دقّةَ العودِ
ذكّرتَني بأناشيد شغفتُ بها
أيامَ كانَ الهوَى يُملي أناشيدي
مِن أينَ لليلِ مثلي باتَ يسهرهُ
ومَن يردِّدُ صوتَ الحبِّ ترديدي
سَلوا البَلابلَ عنّي في خمائِلها
كم قَلّدَت في الهوى نوحي وتغريدي
أنا الّذي قد طَوى بِيدَ الغرامِ ولم
يبرح إذا ذُكِرَت يهفو إِلى البِيدِ
والمرءُ يدرجُ في الدّنيَا وغايتهُ
عمرٌ يزُولُ وآثارٌ لتخليدِ
هداء الى اختنا اشواق