27/09/2009 15:15 |
وقد ارتفع عدد الإصابات بين صفوف المواطنين الفلسطينيين في أحداث الأقصى والقدس إلى أكثر من تسعة عشر إصابة، تم نقل معظمهم إلى مشفى المقاصد الإسلامية في حي الطور لتلقي العلاج، كما استدعت حالات بعض المُصابين إلى نقلهم إلى مستشفى العيون لصعوبة حالاتهم. وكانت مواجهات عنيفة قد اندلعت بين المواطنين وقوات وشرطة الاحتلال في منطقة باب العامود، أحد بوابات البلدة القديمة من القدس المحتلة، امتداداً للمواجهات التي كانت اندلعت في باحات الأقصى المبارك وفي محيطه. وأفاد شهود عيان بأن المواجهات اندلعت بعد منع قوات الاحتلال لجموع المواطنين من الدخول من باب العامود إلى البلدة القديمة والتوجه إلى الأقصى المبارك، حيث أُصيب خلالها عدد من الشبان. وأضاف الشهود أنه تم اعتقال أكثر من عشرة مواطنين، نقلوا إلى مركزٍ بوليسي في البلدة القديمة قبل نقلهم إلى مركز التوقيف والاستجواب 'المسكوبية'. وفي وقت سابق تجددت المواجهات مع قوات الاحتلال عند بابي الاسباط وحطة ما اسفر عن اصابة العديد من المواطنين بحالات اختناق جراء استنشاقهم للغاز المدمع، بينما اصيب آخرون برضوض وخدوش جراء تعرضهم للضرب المبرح. اندلاع المواجهات وذكرت وكالة "وفا" أن سلطات الاحتلال أغلقت كافة بوابات المسجد المبارك قبل اقتحامها بقوة معززة من جنود وشرطة الاحتلال لقمع وتفريق جموع المُصلين الذين احتشدوا في باحات الأقصى منذ صلاة فجر اليوم للتصدي لأي محاولة اقتحام للأقصى من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة التي أعلنت عزمها اقتحام الأقصى اليوم وأداء طقوسٍ تلمودية في باحاته بمناسبة ما يسمى بـ 'عيد الغفران' اليهودي. وقامت شرطة وجنود الاحتلال الآن باقتحام مُصليات المسجد الأقصى، وخاصة المسجد القبلي المسقوف ومسجد قبة الصخرة المشرفة والمرواني، فيما تقوم قوة أخرى بإطلاق وابلٍ من القنابل الغازية السامة والمُسيلة للدموع على جموع المثصلين والرصاص المطاطي والحي، في الوقت الذي لم يتم التأكد منه من عدد المُعتقلين من المُصلين من باحات الأقصى. وكان المئات من المواطنين المقدسيين استجابوا لنداءات القيادات الدينية والوطنية بشد الرحال اليوم إلى الأقصى المبارك للتصدي للمتطرفين. وتقول الشرطة الإسرائيلية أن الجماعات التي قدمت للصلاة في القدس هم مجموعة سياح يهود وليسوا مستوطنين. وعرف من بين المصابين، وفقا لمصادر طبية: محمد الجولاني ( 73 عاما) أصيب بعيار مطاطي في العين وحالته خطيرة، والشاب رامي صالح الفاخوري ( 20 عاما) عيار مطاطي في العين، وعادل السلوادي ( 31 عاما) عيار مطاطي في الصدر، ومهدي العباسي ( 31 عاما) رضوض في مختلف أنحاء الجسد، وسمير أحمد العلمي ( 44 عاما) رضوض في مختلف أنحاء الجسد نتيجة الاعتداء عليه بالضرب بالهراوات. كما اعتدت قوات الاحتلال على رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب أثناء دخوله المسجد الأقصى المبارك من باب الأسباط. وقالت مصادر إسرائيلية إن خمسة رجال شرطة أصيبوا بجراح طفيفة ونقلوا للعلاج في مستشفيات إسرائيليية. وما زالت قوات الاحتلال تنتشر بكثافة في محيط المسجد الأقصى وفي الأحياء القريبة منه ومنعت سير المركبات في شوارع البلدة القديمة. وقامت قوات الاحتلال بتعزيز قواتها في محيط المسجد الأقصى، ومنعت دخول المصلين الذين تدافعوا نحو المسجد الأقصى عند سماعهم بالاقتحام،. وكان قاضي قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي، قد دعا الفلسطينيين والعرب إلى النفير للمسجد الأقصى في القدس المحتلة لحمايته من التهديدات الإسرائيلية. وقال التميمي في بيان صحفي بمدينة رام الله إنه "من الضروري التواجد يوم غد في باحات المسجد الأقصى المبارك لإفشال محاولات جماعات يهودية متطرفة لاقتحامه". وأضاف أن قادة مجموعات يهودية وحاخامات من المستوطنين ومسؤولين سياسيين وعسكريين بالحكومة الإسرائيلية عقدوا اجتماعا في مستوطنات "يتسهار" و"أرائيل" و"بسجوت" و"معاليه أدوميم" للتحضير لاقتحام المسجد الأقصى بأعداد كبيرة والبقاء في ساحاته عدة أيام تمهيدا لتقسيمه على غرار ما حدث في الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل. وأشار قاضي قضاة فلسطين إلى الأخطار المحيطة بالمسجد الأقصى، وبينها إقامة أكثر من مائة كنيس يهودي وسبع حدائق عامة إضافة إلى السيطرة على عشرات العقارات في البلدة القديمة وتحويلها إلى بؤر استيطانية ومواصلة الحفريات تحت أساسات المسجد الأقصى. كما دعا رئيس اللجنة العليا للمقدسات الإسلامية في القدس الشيخ عكرمة صبري الفلسطينيين من أهالي المدينة والداخل الفلسطيني إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى، بسبب وجود خطط ليهود متشددين باقتحام ساحات المسجد في اليوم نفسه. وقال صبري في تصريح نشرته مواقع إخبارية فلسطينية السبت إن محاولات الاقتحام متكررة وليست جديدة، ويحاول خلالها المتطرفون اليهود فرض واقع جديد في ساحات الأقصى من خلال محاولاتهم الصلاة في الساحات لجس النبض والوصول إلى تقسيم للأقصى كما في الحرم الإبراهيمي. وشدد صبري على ضرورة شد الرحال للتواجد في باحات الأقصى للدفاع عن المسجد في حال حاول المستعمرون اليهود دخول الأقصى من البوابات الخارجية. وأضاف رئيس اللجنة العليا للمقدسات الإسلامية بالقدس "نعتبر تقسيم المسجد الأقصى مأساة كبيرة ولن تتكرر إن شاء الله، فالأقصى واحد للمسلمين ولن يكون لليهود حق فيه". وكانت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث الفلسطينية حذرت الخميس من مخطط لجماعات يهودية لاقتحام جماعي للمسجد الأقصى يوم الأحد المقبل بمناسبة عيد "يوم الكيبور" اليهودي. ودعت المؤسسة أهل الداخل الفلسطيني وأهل القدس إلى الرباط الدائم في المسجد الأقصى في كل وقت وحين، وشد الرحال الدائم إلى المسجد الأقصى للتصدي للجماعات اليهودية. |