أسس الـنّـقـاش
تكثر المواضيع النقاشية و يكثر المؤيدين و المعارضين . هذا يبدي رأيه و ذلـك يـطـعـن بـه فـيـأتـي آخر
ليبدي رأيه بحيادية .. و طبعا في آخر الموضوع .. ستكون الغلبة لصاحب رأي معنين هو لن يظـهـر أنه
قد تغلب على منافسه بالنقاش و لكن اذا تابعت ردوده على الموضوع تفهم فكرته و تقتنع بها لأنه سيطر
على خصمه و أجبره على ترك الموضوع .. كيف تم ذلك ؟ لا بد أن هناك منهجية معينــة اتـخـذهــا هــذا
الطرف في طرح ردودوه و بناء أفكاره و اجبار من قرأ مشاركاته على فهم أنه على حق .
الاشكالية اذاً : ما هي هذه المنهجية و ما هي أسس النقاش ؟
يمكن تشبيه شكل النقاش لتقريب الصورة كالهرم , تكون أنت و الأطراف الأخرى في الأسفل , ثـم يـبـدأ
الصعود درجة درجة الى أن يصل فكر واحد, و رأي واحد , يلوح براية الاقناع أعلـى الــهــرم . اذاً هـذا
الحوار لا بد له أن نتهي مادام الأطراف قد عرفت و فهمت وجهة نظر بعضها و هدفه أصلا هو الوصول
الى نتيجة . فان كان هناك حوار لا ينتهي بنتيجة فليس اسمه حوار أو نقاش .
الكثير منّا يدخل بنقاشات كثيرة في الحياة اليوميّة , على الانترنت في المنتديات بشكل خاص , فلا يخـرج
من النقاش الا بصراخ , بشهيق , بزفير و عويل . أو كحد ادنى حاز على ما تيسر من الزعل و التعصب.
و قد قال تعالى:{ وجادلهم يالتي هي احسن } . اذاً نستخلص أنه يجب أن يكون هناك تعاون بين أطراف
النقاش للوصول الى نتيجة . فليس بالعيب أن ترى وجهة نظر غيرك أصح من وجهـة نـظـرك أبــداً. بــل
بالعكس يجب أن تفرح انك وجدت خطأً فيه و تسعى لاصلاحه .
أولا الحوار :
كما سبقت و أشرت أن الحوار أشبه بالهرم يبدأ من بقاعدته لينتهي بقمّته.فيجب التنبه أن أثناء الصعود
لا بد أن تترك قلبك بالأسفل و تصعد بعقلك فقط . فالحوار الجاد يحتاج الى الأخير و فقط الى الأخير . كما
ان أثناء الصعود قد تجد بعض العترات التي توقعك لترجع فيها الى الأسفل من جديد فتبدأ باعادة صياغة
وجهة نظرك فالعثرة هنا هي :عدم صياغتك لفكرتك بطريقة صحيحة و بالتالي سوء فهم من قبل الجانب
الآخر .
ثانيا تكافؤ الفرص :
لا بد لأطراف النقاش , أن يعطي كل منهما الفرصة للآخر بالتعبير عن رأيه .فلتتمهل و تترك له الفرصة
ليفعل ذلك. والّا فان ترك الطرف الآخر للنقاش لن يعتبر استسلام بل سيعتبر استهزاءً لك . أما أن تنتظر
و تعطيه الفرصة بالكلام ثم تعود و ترميه بحجة اخرى .. هذا هو النقاش بعينه و ستكون الأفضلية حينها
لك بالوصول الى القمة و رفع راية الاقناع .
ثالثا فهم وجهة نظر الآخر :
هذه النقطة تعتبر من أهم النقاط في النقاش الهادف البنّاء . فيجب عليك أن تتمعن بوجهة نظر مـنافسـك
أكثر من مرة و ان تتمعن بكل حرف قاله . فلا ربما أنه وضع ثغرة في رده يستطيع بها استغلالك لتفهمه
بطريقة خاطئة . فيعبر أمام الجمهور أنك لا تفهم محور الموضوع فكيف تدخل النقاش ؟ فانتبه من سوء
فهم الموضوع أشد الانتباه و ذلك بقراءة كل الموضوع ان كان النقاش عبارة عن موضوع .
رابعاً افهام وجهة نظرك للآخر :
يجب عليك أن تصيغ ردك بطريقة أو بأخرى تجعل القارئ يفهم كل حرف تقصده . فان عدم فهمه لفكرتك
سيعبر عن أن لم تستطع ذلك.وحاول دائما أن تبني وجهة نظرك على امور متأكد منها فتلحقها ببراهين
و أمثلة . فان لم تكن متأكد منها,ضع بين الحروف ثغرات تستطيع من خلالها تبيان أنك لست متأكد فقل
مثلاً ( أعتقد ان .. ) ان كنت لست متأكدا و لا تقل ( أنا متأكد .. ) .لان اذا اكتشف الطرف الآخر أن هـذا
الشيء الذي أنت متأكد منه غير صحيح يعبر عن جهلك .
خامساً غربلة الموضوع :
أي أنك يجب أن تحدد النقاط التي اتفقت معها مع الطرف الآخر فتبقيها في مكانها و لا تعد اليها . وتبقي
الأمور المتخالف عليها معكما أثناء صعودكما لهذا الهرم.فبالتالي تركز على هذه النقاط و تتيح الفرصة
للنظر اليها بشتى المناظير من قبل كل الأطراف . فان لم يكن هناك ذلك سيبقى الموضوع معقداً ,لا يفهم
فيه أحداً أحدا .
سادسا التزام النقاش الحضاري الهادئ :
اعلم أيها المحاور أن أي تعد على شخصية الطرف الآخر أو اي اهانة كانت بطريقة أوبأخرى كالتعصب
مثلا ليس سوى نتيجة يأسك من اثبات وجهة نظرك و الكل سيعرف ذلك . فان هذا التعدي الذي هو مــن
دون أي مبرر , ليس من اللباقة و الأدب أولا و لن يوصلك لأية نتيجة بل بالعكس انّك ستزيد الـتشـنج و
البادي أظلم بكل الأحوال .
سابعاً المواصلة والمواكبة :
اذا ضاقت بك الأحوال فوجدت نفسك لا تستطيع اثبات رأيك . تابع بالموضوع و لا تتردد , تابع بطريقة
حضارية لائقة . فان اقتناعك برأي الآخر ليس عيبا عليك بل هو بالفعل دلالة واضحة على اخـلاصــك
لمعرفة الحقيقة و أن النقاش التي دخلت به ما كان الا عن نيّة معرفة هذه الحقيقة .
ثامنا الاقتناع بالنتيجة :
فان كنت أقنعت الطرف الآخر أو الرأي الآخر بوجهة نظرك , فلا تنتهج سلوكا استهزائياً أو انتهازيـلّا
اذا صح التعبير . فأنت في هذه الحالة قد طبقت كل ما سبق فوصلت الى هنا بثقافتك و موضوعــيـتــك
أما ان كنت الطرف الآخر و الذي قد اعترف بينه و بين نفسه أن رأيه ليس على صواب . فلا تـحـاول
العودة الى النقاش و تعقيد الأمور و الابتعاد عن الموضوع , و عدم اظهار و تأكيد الحقيـقـة الـتــي قد
اعترفت بها بينك و بين نفسك . بل بالعكس يجب أن تتحلى بروح الموضوعية التامة و الابـتـعـاد عـن
العصبية و التشبث بالرأي .
قد يخالفني البعض في الترتيب و قد يخالفني البعض الآخر في المضمون و لكن ان كان ما بدر منّي
خيرا فهو من الله , و ان كان شرّا فهو مني و من الشيطان .
يمنع نقل الموضوع الا مع ذكر المصدر .
و الله على كل شيء شهيد
تكثر المواضيع النقاشية و يكثر المؤيدين و المعارضين . هذا يبدي رأيه و ذلـك يـطـعـن بـه فـيـأتـي آخر
ليبدي رأيه بحيادية .. و طبعا في آخر الموضوع .. ستكون الغلبة لصاحب رأي معنين هو لن يظـهـر أنه
قد تغلب على منافسه بالنقاش و لكن اذا تابعت ردوده على الموضوع تفهم فكرته و تقتنع بها لأنه سيطر
على خصمه و أجبره على ترك الموضوع .. كيف تم ذلك ؟ لا بد أن هناك منهجية معينــة اتـخـذهــا هــذا
الطرف في طرح ردودوه و بناء أفكاره و اجبار من قرأ مشاركاته على فهم أنه على حق .
الاشكالية اذاً : ما هي هذه المنهجية و ما هي أسس النقاش ؟
يمكن تشبيه شكل النقاش لتقريب الصورة كالهرم , تكون أنت و الأطراف الأخرى في الأسفل , ثـم يـبـدأ
الصعود درجة درجة الى أن يصل فكر واحد, و رأي واحد , يلوح براية الاقناع أعلـى الــهــرم . اذاً هـذا
الحوار لا بد له أن نتهي مادام الأطراف قد عرفت و فهمت وجهة نظر بعضها و هدفه أصلا هو الوصول
الى نتيجة . فان كان هناك حوار لا ينتهي بنتيجة فليس اسمه حوار أو نقاش .
الكثير منّا يدخل بنقاشات كثيرة في الحياة اليوميّة , على الانترنت في المنتديات بشكل خاص , فلا يخـرج
من النقاش الا بصراخ , بشهيق , بزفير و عويل . أو كحد ادنى حاز على ما تيسر من الزعل و التعصب.
و قد قال تعالى:{ وجادلهم يالتي هي احسن } . اذاً نستخلص أنه يجب أن يكون هناك تعاون بين أطراف
النقاش للوصول الى نتيجة . فليس بالعيب أن ترى وجهة نظر غيرك أصح من وجهـة نـظـرك أبــداً. بــل
بالعكس يجب أن تفرح انك وجدت خطأً فيه و تسعى لاصلاحه .
أولا الحوار :
كما سبقت و أشرت أن الحوار أشبه بالهرم يبدأ من بقاعدته لينتهي بقمّته.فيجب التنبه أن أثناء الصعود
لا بد أن تترك قلبك بالأسفل و تصعد بعقلك فقط . فالحوار الجاد يحتاج الى الأخير و فقط الى الأخير . كما
ان أثناء الصعود قد تجد بعض العترات التي توقعك لترجع فيها الى الأسفل من جديد فتبدأ باعادة صياغة
وجهة نظرك فالعثرة هنا هي :عدم صياغتك لفكرتك بطريقة صحيحة و بالتالي سوء فهم من قبل الجانب
الآخر .
ثانيا تكافؤ الفرص :
لا بد لأطراف النقاش , أن يعطي كل منهما الفرصة للآخر بالتعبير عن رأيه .فلتتمهل و تترك له الفرصة
ليفعل ذلك. والّا فان ترك الطرف الآخر للنقاش لن يعتبر استسلام بل سيعتبر استهزاءً لك . أما أن تنتظر
و تعطيه الفرصة بالكلام ثم تعود و ترميه بحجة اخرى .. هذا هو النقاش بعينه و ستكون الأفضلية حينها
لك بالوصول الى القمة و رفع راية الاقناع .
ثالثا فهم وجهة نظر الآخر :
هذه النقطة تعتبر من أهم النقاط في النقاش الهادف البنّاء . فيجب عليك أن تتمعن بوجهة نظر مـنافسـك
أكثر من مرة و ان تتمعن بكل حرف قاله . فلا ربما أنه وضع ثغرة في رده يستطيع بها استغلالك لتفهمه
بطريقة خاطئة . فيعبر أمام الجمهور أنك لا تفهم محور الموضوع فكيف تدخل النقاش ؟ فانتبه من سوء
فهم الموضوع أشد الانتباه و ذلك بقراءة كل الموضوع ان كان النقاش عبارة عن موضوع .
رابعاً افهام وجهة نظرك للآخر :
يجب عليك أن تصيغ ردك بطريقة أو بأخرى تجعل القارئ يفهم كل حرف تقصده . فان عدم فهمه لفكرتك
سيعبر عن أن لم تستطع ذلك.وحاول دائما أن تبني وجهة نظرك على امور متأكد منها فتلحقها ببراهين
و أمثلة . فان لم تكن متأكد منها,ضع بين الحروف ثغرات تستطيع من خلالها تبيان أنك لست متأكد فقل
مثلاً ( أعتقد ان .. ) ان كنت لست متأكدا و لا تقل ( أنا متأكد .. ) .لان اذا اكتشف الطرف الآخر أن هـذا
الشيء الذي أنت متأكد منه غير صحيح يعبر عن جهلك .
خامساً غربلة الموضوع :
أي أنك يجب أن تحدد النقاط التي اتفقت معها مع الطرف الآخر فتبقيها في مكانها و لا تعد اليها . وتبقي
الأمور المتخالف عليها معكما أثناء صعودكما لهذا الهرم.فبالتالي تركز على هذه النقاط و تتيح الفرصة
للنظر اليها بشتى المناظير من قبل كل الأطراف . فان لم يكن هناك ذلك سيبقى الموضوع معقداً ,لا يفهم
فيه أحداً أحدا .
سادسا التزام النقاش الحضاري الهادئ :
اعلم أيها المحاور أن أي تعد على شخصية الطرف الآخر أو اي اهانة كانت بطريقة أوبأخرى كالتعصب
مثلا ليس سوى نتيجة يأسك من اثبات وجهة نظرك و الكل سيعرف ذلك . فان هذا التعدي الذي هو مــن
دون أي مبرر , ليس من اللباقة و الأدب أولا و لن يوصلك لأية نتيجة بل بالعكس انّك ستزيد الـتشـنج و
البادي أظلم بكل الأحوال .
سابعاً المواصلة والمواكبة :
اذا ضاقت بك الأحوال فوجدت نفسك لا تستطيع اثبات رأيك . تابع بالموضوع و لا تتردد , تابع بطريقة
حضارية لائقة . فان اقتناعك برأي الآخر ليس عيبا عليك بل هو بالفعل دلالة واضحة على اخـلاصــك
لمعرفة الحقيقة و أن النقاش التي دخلت به ما كان الا عن نيّة معرفة هذه الحقيقة .
ثامنا الاقتناع بالنتيجة :
فان كنت أقنعت الطرف الآخر أو الرأي الآخر بوجهة نظرك , فلا تنتهج سلوكا استهزائياً أو انتهازيـلّا
اذا صح التعبير . فأنت في هذه الحالة قد طبقت كل ما سبق فوصلت الى هنا بثقافتك و موضوعــيـتــك
أما ان كنت الطرف الآخر و الذي قد اعترف بينه و بين نفسه أن رأيه ليس على صواب . فلا تـحـاول
العودة الى النقاش و تعقيد الأمور و الابتعاد عن الموضوع , و عدم اظهار و تأكيد الحقيـقـة الـتــي قد
اعترفت بها بينك و بين نفسك . بل بالعكس يجب أن تتحلى بروح الموضوعية التامة و الابـتـعـاد عـن
العصبية و التشبث بالرأي .
قد يخالفني البعض في الترتيب و قد يخالفني البعض الآخر في المضمون و لكن ان كان ما بدر منّي
خيرا فهو من الله , و ان كان شرّا فهو مني و من الشيطان .
يمنع نقل الموضوع الا مع ذكر المصدر .
و الله على كل شيء شهيد