قصيدة للدكتور العشماوي " حفظه الله "
أبيات مؤثرة جداً رحم الله والدته وأموات المسلمين ..
لا تقولوا: بكيتَ أقسى بكاءٍ =فبكاءُ المحبِّ رَمْزُ الوفاءِ
كيف لا يذرفُ الدموعَ محبٌّ =ذاق مرَّ الفراقِ بعد اللقاءِ؟
هي أمِّي، في فَقْدِها فَقْدُ عُمْرٍ =وحياةٍ من الرِّضا والصَّفاءِ
هي كنز الدُّعاءِ، يا لَهْفَ نفسي =وأساها لفقد كَنْز الدُّعاءِ
هي نَبْعُ الحنانِ والعطف، مَنْ لي =بعد أمي برشْفَةٍ وارتواءِ؟!
هي بَرْدُ الحنانِ في قيظَ حزني =وهي دِفْءُ الحنانِ وقتَ الشتاءِ
كم سخاءٍ في الناس يصغر لمَّا =ترسم الأُمُّ لوحةً للسَّخاءِ
لا تلوموا توجُّعي وأنيني =فلقد أشعل اللَّهيبَ عنائي
لا تلوموا بكاء عيني، فهذا =عُشْرُ ما لا ترونه من بكائي
صرت كالطفل حين فارقتُ أُمِّي =تائهاً مِثْلَ ريشةٍ في الفضاءِ
كلَّما هبَّت الرِّياح، رَمَتْها =في مَهاوي توجُّسٍ وانطواءِ
رجل شامخ العزيمةِ، لكنْ =أين مني عزيمةُ الأقوياءِ؟!
صرتُ من بعدها كسالك بِيْدٍ =مُوْغِراً في الظهيرةِ الحمراء
يستثير السَّرابُ فيه حنيناً =جارفاً نحوَ قَطْرةٍ من ماءِ
ويُريه الغُبار ليلاً بهيماً =في نهارٍ معفَّر الأجواءِ
تركتْني كواقفٍ فوقَ تَلٍّ =جَفْنُه يشتكي من الأقذاءِ
جهَّزتْ لي أمِّي سقائي، ولكنْ =حين غابت عني فقدْتُ سقائي
يا أبا صالحٍ، أخي وشقيقي =يا رفيقي في شدَّتي ورخائي
يا شقيقاتِنَا، ويا كُلَّ قَلْبٍ =من قلوب الأحفادِ والأبناءِ
يا أخا أُمِّنا ويا أَخَواتٍ =بالتَّفاني رفَعْنَ معنى الإِخاءِ
يا سَديمٌ ويا شذا وحنينٌ =يا أعزَّ الأحبَّةِ الأوفياءِ
يا زيادٌ ويا يَزيدُ ويا سعديَّةَ =الخير، يا بلاسم دائي
يا نسيماً يَهُبُّ مِنْ رَهَفِ الحبِّ =عليلاً، يَفيضُ بالأشذاءِ
يا أسيلُ التي تحرِّك شَجْوي =حين تدعو (بابا) وتجري ورائي
كنتِ يا طفلتي أنيسةَ أمي =أمِّ روحي وفرحتي وهنائي
كان في حَبْوِكِ الجميلِ رضاها =حينما تعبثينَ بالأشياءِ
ليتها بصرتْكِ تمشين مشياً =مِثْلَ مَشْي الحمامة الورقاءِ
ليتها يا أسيلُ لو أنَّ لَيْتاً =أرجعتْ ميِّتاً إلى الأحياءِ
يا صدوراً تجيش بالحزن تشكو =ما شكونا من حرِّ نارِ التَّنائي
سافر الليلُ بي بطيئاً ثقيلاً =باهتَ البدر خَافِتَ الجوزاءِ
يتمطَّى بصُلْبه ويريني =كيف تبدو حقيقةُ الثُّقَلاءِ
وَجْهُ ظلمائه تجهَّم حتى =خاف قلبي تجهُّمَ الظلماءِ
سافر الليل بي، فلمَّا طواني =في ظلام الدُّجى وأَشْجى مسائي
وبنى لي من الغياهبِ سجناً =زاد من وحشتي وطول شقائي
حينما أسرف الظلامُ، تجلَّى =من يقيني باللهِ أسمى ضياءِ
شمعةٌ بدَّدتْ ظلام الدَّياجي =وبإشراقها دفعتُ بلائي
يا جبالَ الأسى تطامَنْتِ لمّا =صار قلبي في القمَّةِ الشمَّاءِ
إنْ تكنْ غابتِ الحبيبةُ عنَّا =في حياةٍ معجونةٍ بالفَناءِ
فلنا من رجائنا في التَّلاقي =عند ربِّ العبادِ خَيْرُ عزاءِ
أبيات مؤثرة جداً رحم الله والدته وأموات المسلمين ..
لا تقولوا: بكيتَ أقسى بكاءٍ =فبكاءُ المحبِّ رَمْزُ الوفاءِ
كيف لا يذرفُ الدموعَ محبٌّ =ذاق مرَّ الفراقِ بعد اللقاءِ؟
هي أمِّي، في فَقْدِها فَقْدُ عُمْرٍ =وحياةٍ من الرِّضا والصَّفاءِ
هي كنز الدُّعاءِ، يا لَهْفَ نفسي =وأساها لفقد كَنْز الدُّعاءِ
هي نَبْعُ الحنانِ والعطف، مَنْ لي =بعد أمي برشْفَةٍ وارتواءِ؟!
هي بَرْدُ الحنانِ في قيظَ حزني =وهي دِفْءُ الحنانِ وقتَ الشتاءِ
كم سخاءٍ في الناس يصغر لمَّا =ترسم الأُمُّ لوحةً للسَّخاءِ
لا تلوموا توجُّعي وأنيني =فلقد أشعل اللَّهيبَ عنائي
لا تلوموا بكاء عيني، فهذا =عُشْرُ ما لا ترونه من بكائي
صرت كالطفل حين فارقتُ أُمِّي =تائهاً مِثْلَ ريشةٍ في الفضاءِ
كلَّما هبَّت الرِّياح، رَمَتْها =في مَهاوي توجُّسٍ وانطواءِ
رجل شامخ العزيمةِ، لكنْ =أين مني عزيمةُ الأقوياءِ؟!
صرتُ من بعدها كسالك بِيْدٍ =مُوْغِراً في الظهيرةِ الحمراء
يستثير السَّرابُ فيه حنيناً =جارفاً نحوَ قَطْرةٍ من ماءِ
ويُريه الغُبار ليلاً بهيماً =في نهارٍ معفَّر الأجواءِ
تركتْني كواقفٍ فوقَ تَلٍّ =جَفْنُه يشتكي من الأقذاءِ
جهَّزتْ لي أمِّي سقائي، ولكنْ =حين غابت عني فقدْتُ سقائي
يا أبا صالحٍ، أخي وشقيقي =يا رفيقي في شدَّتي ورخائي
يا شقيقاتِنَا، ويا كُلَّ قَلْبٍ =من قلوب الأحفادِ والأبناءِ
يا أخا أُمِّنا ويا أَخَواتٍ =بالتَّفاني رفَعْنَ معنى الإِخاءِ
يا سَديمٌ ويا شذا وحنينٌ =يا أعزَّ الأحبَّةِ الأوفياءِ
يا زيادٌ ويا يَزيدُ ويا سعديَّةَ =الخير، يا بلاسم دائي
يا نسيماً يَهُبُّ مِنْ رَهَفِ الحبِّ =عليلاً، يَفيضُ بالأشذاءِ
يا أسيلُ التي تحرِّك شَجْوي =حين تدعو (بابا) وتجري ورائي
كنتِ يا طفلتي أنيسةَ أمي =أمِّ روحي وفرحتي وهنائي
كان في حَبْوِكِ الجميلِ رضاها =حينما تعبثينَ بالأشياءِ
ليتها بصرتْكِ تمشين مشياً =مِثْلَ مَشْي الحمامة الورقاءِ
ليتها يا أسيلُ لو أنَّ لَيْتاً =أرجعتْ ميِّتاً إلى الأحياءِ
يا صدوراً تجيش بالحزن تشكو =ما شكونا من حرِّ نارِ التَّنائي
سافر الليلُ بي بطيئاً ثقيلاً =باهتَ البدر خَافِتَ الجوزاءِ
يتمطَّى بصُلْبه ويريني =كيف تبدو حقيقةُ الثُّقَلاءِ
وَجْهُ ظلمائه تجهَّم حتى =خاف قلبي تجهُّمَ الظلماءِ
سافر الليل بي، فلمَّا طواني =في ظلام الدُّجى وأَشْجى مسائي
وبنى لي من الغياهبِ سجناً =زاد من وحشتي وطول شقائي
حينما أسرف الظلامُ، تجلَّى =من يقيني باللهِ أسمى ضياءِ
شمعةٌ بدَّدتْ ظلام الدَّياجي =وبإشراقها دفعتُ بلائي
يا جبالَ الأسى تطامَنْتِ لمّا =صار قلبي في القمَّةِ الشمَّاءِ
إنْ تكنْ غابتِ الحبيبةُ عنَّا =في حياةٍ معجونةٍ بالفَناءِ
فلنا من رجائنا في التَّلاقي =عند ربِّ العبادِ خَيْرُ عزاءِ