علاج ترك الصلا ة : (إقرأ الموضوع كاملا)
الحمدلله وصلى الله على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم, وبعد أخي
إذا كنت تاركا للصلاة أو فرضا من فرائض الله، فاعلم أنك مريض ومبتلى في
دينك وهذه بلية كبرى لأنها من أعظم المصائب ومنها تعوذ المصطفى صلى الله
عليه وسلم في دعائه ( ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ، ولا تجعل الدنيا أكبر
همنا) ولا بد لك أن تتعالج من هذا المرض الخبيث وأن تستأصله من نفسك
كي تنل رضى الله تعالى وقربه ومحبته ،وكيف يكون ذلك؟، إن أصل الدواء يكمن
في التعرف على الداء وأسبابه، عليك أولا: مخاطبة نفسك ألست مسلمة
تدينين لله بدين الإسلام ؟ ألم يرسل الله
رسوله صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق وجاءنا بالبينات والنور المبين
الذي فيه سعادتنا في الدنيا والآخرة ؟ فإن كانت إجابتها: نعم ، فضيق على
نفسك الخناق ولا تدعها تنل منك بالحجج الواهية، وسلها إذا لم تتركين فرائضه؟
فإن أجابت: أن ذلك كله بسبب الكسل والإهمال أو النسيان فقل لها: هل
تنسين أن تلبسين هل تنسين أن تأكلين أو تنامين فإن قالت هذه ضروريات
لايمكن الإستغناء عنها فأجبها : وهل هناك شيء أشد ضرورة من الإتصال بالله
ألم تعلمي أن الصلاة صلة بين العبد وربه وكيف يطيب العيش لمن قطع صلته
بالله إلا أن يكون كافرا فضل الحياة الدنيا على الآخرة {والآخرة خير وأبقى} وأنت
مؤمنة فاذعني لأمر ربك ولا تكوني من الجاهلين، فإن تحججت بأنك مقيم
على المعاصي وأنه داعي لترك الصلاة فأجبها : لا تخلطي بين فعل المأمور و
وترك المنهي عنه فكلاهما واجب عليك فعله ولكن إذا وقعت في محظور ليس
لك حق في ترك المأمور بل دوامي على فعله وبادر بالتوبة عن ذنبك بعد الإقلاع
عنه..
*فإذا هي لا زالت في غيها فذكرها بما وعد الله به العاملين من المؤمنين {إن
الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا}، أو بما ميز الله به
المصلين عن غيرهم من البشر ووعدهم بالجنة {إن الإنسان خلق هلوعا إذا
مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا إلا المصلين*الذين هم على صلاتهم
دائمون} فإنهم مستثنون من هذه القاعدة، إلى أن قال تعالى: {أولئك في
جنات مكرمون} ،أو بالفلاح الذي يلحق بهم في قوله تعالى :
{قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون}،أو ذكرها بقول الحبيب
صلى الله عليه وسلم: ( أرحنا بها يا بلال) , ففي الصلاة راحة للقلب وترويح
للروح ورياضة للجسد , وفيها تفريج للكربات فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة.
**فإن هي لا زالت في غيها فخوفها من غضب الله ومقت جبار السموات والأرض لتارك الصلاة،وأنها ستعيش في ضنك المعيشة ولو كانت بروج مشيدة {ومن يعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا} بالإضافة إلى ظلمة في القلب والوجه , ومسخ لبركة الرزق ونزول اللعنات والمصائب هذا في الدنيا وأما القبر فيكون موحشا مظلما لأن صاحبه لم يدخر لهذا اليوم من العمل الصالح وليس له رفيق غير الشجاع الأقرع وفي الآخرة يحشر أعمي { ونحشره يوم القيامة أعمى}ويكون في صف هامان وفرعون ,{ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين} .فالصلاة عهد بين العبد وربه فمن لا صلاة له فلا عهد له .
***فإن استجابت لك نفسك بعد الترغيب والترهيب فقد وقعت على أول طريق للتوبة ، وإلا فجاهد نفسك جهاد منازع فالنفس أمارة بالسوء مثبطة عن الخير ولا بد من ترويضها على الخير حتى تعتاد عليه وإليك بالخطوات الجادة للمحافظة على الصلوات الخمس المفترضات:
1-تعرف على دخول وقت الصلوات (الآذان) وتابعها وراقبها .
2- فإذا علمت بدخول الوقت فبادر بالطهارة (الوضوء) وصل في أول الوقت إن استطعت ولو منفردا حتى لا تتكاسل نفسك عن الصلاة.
3-تذكر أن كل صلاة تتركها محسوبة عليك ومسؤول عنها يوم القيامة ويجب عليك قضائها ما دمت حيا فهي كالدين وكلما تركت صلاة كلما زاد عليك القضاء (وفي ذلك ردع للنفس عن التهاون في الصلاة).
4-حاول أن تصلي في جماعة ولو في البيت مع أهلك وكن إماما إن لم يكن هناك من هو أفضل منك وستجد نفسك مع الزمن مضطرا لحفظ قصار السور (من سورة الضحى إلى الناس) .
5-اتفق مع زملائك في العمل على اقتطاع وقت للصلاة في المسجد إذا كان قريبا من مكان العمل وإلا فاتخذوا مصلى تلتزموا بالصلاة فية.
6-صاحب من يصلي فهو سيعينك على المحافظة على الصلاة.
7- إذا رأيت من نفسك التعود على إقامة الفرائض فعودها على المسنونات فإنها سور الوقاية للفرائض.وهي باب للمحافظة على الصلاة في جماعة بالمسجد.
ولا تنسى أن تدعو لنفسك ولغيرك بالهداية والدوام على فعل الصالحات فإن ربك قريب مجيب الدعوات,
وجاهد نفسك لتدخل في قول الله تعالى: { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } ولا يتم ذلك إلا بمجاهدة النفس الأمارة بالسوء مع إصلاح النية وصدق التوجه إلى الله تعالى.واعلم بأن الله مع الصابرين {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها } .
ملاحظة : الصلوات الخمس تستغرق دقائق معدودة كل 24 ساعة وهذا أمر سهل بتوفيق الله فبادروا إلى الصلاة ياعباد الله......