أمطار تهطل .. وعواصف ترعد .. وفي داخلي بركان
أدور في الزوايا .. التمس الجدران
البرد يلسعني ... وفي جسدي تشتعل النيران
فاليلة سيحضر زائري ..
فاليلة سيأتي سيدي .. فالموعد معه قد حان
القي نظرة هنا .. وأخرى هناك .. اتفحص المكان
فهناك عل الاريكة رتبت له الوسائد
وبقربها على الطاولة الصغيرة وضعت له الجرائد
وأنا في أجمل هندام
واسمع طرقا على بابي
فيتجمد الدم في شرياني ويتوقف قلبي عن النبض .. عن الخفقان
فأركض إليه .. أفتحه على مصرعيه ..ليأخذني بالاحضان
حضر زائري ..
يجر ورائه معطفه الرمادي
يدخل بخطوات واسعة ويجلس دون أن يكثرت إلي
فيطويني النسيان
أجلس أمامه ..وعيناي لا تفارقان عينيه
اختلج كل كلمة تنبس بها شفتيه
كل لفتة تصدر من يده من عينيه
يمد نحوي قدميه .. فأركع تحته لأخلع نعليه
يشعل سيجارته .. وبأخذ جريدته .. فأركض إلى مطبخي لأعد فنجان قهوة
وأحضرها بين يديه
وأجلس بقربه ..أضع راسي على كتفه
تجتاحني رغبة عارمة ليضمني بين ذراعيه
وبستمر في تجاهلي .. ويتلذذ بعذابي .. برغم علمه بشوقي إليه
يقف يرمي بمعطفه على الاريكة ..ويتركني وحيدة ..
ويجلس في الزواية البعيدة
يدخن سيجارته .. وكلما احترقت تمنيت لو أنه بها يحرقني
وكلما أرتشف قهوته .. وددت لو أن شفهاه ترشفني
فأنا امرأة يقتلني الشوق إليه ..
يا زائر الشتاء
أقترب أقترب مني
أشعل الحب في قلبي .. أحترق بناري وأحرقني
ليذوب ثلجي .. لتنصهر نفسي .. لتحمر خدودي
ليعود الربيع لأعصاني .. لتشدو العاصفير في أفناني
ليشتد عودي .. وتزهر الورد على شفاهي
يا زائر الشتاء
أمتلئت الكوؤس بالدموع
أنتهت نيراني من الشموع
طال ليلي ولم يأذن فجري بالطلوع
وقلبي ينتفض شوقاً بين الضلوع
وجسدي .. يرتجف من شدة الجوع
فلا تتركني لجليدي